أكد النائب الأعلى للرئيس للتشغيل وخدمات الأعمال في أرامكو السعودية محمد بن محسن السقاف, أن أهمية قطاع الإمداد والخدمات اللوجستية تزايدت في القرن الحادي والعشرين سواءً من حيث حجمه وقيمته المالية، التي تزيد على 4 تريليونات دولار من الاقتصاد العالمي، أو تأثيره المتشعب على مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية، أو تطوره المتسارع في توظيف التقنيات المتقدمة.
وأشار خلال مشاركته في فعاليات اليوم الأول لمؤتمر “سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية” الذي تنظمه وزارة النقل في الرياض إلى أن المملكة تعمل على تعزيز الخدمات اللوجستية محلياً وإقليمياً وعالمياً سعياً منها لتحقيق هدف رؤية المملكة 2030، بجعل المملكة مركزاً لوجستياً عالمياً من خلال ما تتمتع به من مزايا تتضمن الموقع الجغرافي، والأنظمة الضريبية الملائمة للاستثمار، ووفرة إمدادات الطاقة واللقيم والمعادن بأسعار تنافسية”، مشيداً بالجهود التي تبذلها القطاعات الحكومية المعنية، كوزارة النقل، بالتنسيق مع القطاع الخاص لترجمة هذا التوجه إلى واقع ملموس.
وأشار السقاف, إلى الفرص الكبيرة في قطاع الإمداد والخدمات اللوجستية التي من شأنها تكثيف الجهود والتعاون في العديد من المجالات وعناصر التمكين، منها: الذكاء الاصطناعي والابتكارات التقنية، والوسائل الجديدة في أعمال الخدمات اللوجستية، والأنظمة والأساليب الجديدة للتخزين والتوزيع، ونماذج جديدة للتجارة تستفيد من الابتكارات التقنية، وأخيراً العنصر البشري الذي أكد أنه يمثل تحدياً كبيراً للدول النامية والمتقدمة.
وكشف السقاف عن شراكة “أرامكو السعودية” مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني التي أثمرت عن تأسيس أكثر من 18 أكاديمية للتدريب التقني، منها المركز الوطني للتدريب الانشائي في النعيرية، وذلك في إطار خطة الشركة لتأهيل 300 ألف متدرب بحلول عام 2030.
فيما أوضح نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة “سابك” يوسف بن عبدالله البنيان، أن القيمة التنافسية تكمن من خلال امتلاك سلاسل الإمدادات والتنظيم اللوجستي عبر ما يسمى بسياسة الاستدامة التي تحتوي على معايير أساسية تتطرق إلى البيئة والسلامة، لاسيما وأنهما عاملان مهمان جداً في سلاسل الامدادات، بالإضافة إلى فهم احتياجات الزبائن والعملاء.
وبين أن سابك تمتلك استراتيجية واضحة لإدارة سلسلة التوريد حيث استطاعت خفض التكاليف لأكثر من 20% ليس فقط فيما يتعلق بعملية الوقت لكن من خلال تطوير عملية الأمن والسلامة، والسرعة في إيصال منتجاتها لكافة زبائنها في مختلف أنحاء العالم, مشيراً إلى أن “سابك” ستسخر إمكاناتها كافة للقطاعين الحكومي والخاص من خلال برنامج (مساند) الذي أطلق عام 2018، وخصص له أكثر من مليار ريال لتقديم الخدمات للقطاع الخاص، وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن خلالها البرامج اللوجستية ودعم التقنيات”.
ولفت البنيان إلى أن مؤسسات القطاع الحكومي تخضع لعملية تحول بدأتها رؤية 2030 حالياً، وتهدف من خلالها ليس فقط إلى تعزيز عمل هذه المؤسسات وتعزيز التنافسية مع القطاع الخاص، بل وتحفيزه أيضاً من قبل هذه المؤسسات، بما يؤدي إلى تحقيق نتائج ذات كفاءة عالية مع السرعة في إنجاز الأعمال.